الاثنا عشر المشهورة ، المشار إليها بقوله سبحانه : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١).
وأسماؤها المشهورة مأخوذة من صور توهّمت من كواكب وقعت وقت التسمية بحذائها من الثوابت ، كما أشرنا إليه ، فإذا انتقل عن محاذاتها فللمسمّين أن يسمّوها بغيرها ، وأجزاؤها تسمى برجا ، وكلّ برج ثلاثون درجة في العرض ، وفي الطول من القطب إلى القطب ، والدائرتان الحادثتان على سطح الأرض من تقاطع المعدّل والأفق على قوائم يقسمانها أرباعا ، والمعمور أحد الربعين الشماليين كما عرف بالرصد ، وينقسم بسبعة من المدارات إلى سبع قطاع مستطيلة متفاوتة في النهار ، الأطول بنصف ساعة ، وهو تفاوتها في العرض ، وأطوالها ما بين الخافقين ، وهي الأقاليم ، وابتداؤها في العرض عند الجمهور حيث النهار الأطول اثنتا عشرة ساعة ، وهو الفصل المشترك بين المعدّل وسطح الأرض ، وتسمى بخط الاستواء ، وفي الطول عند قوم بداية العمارة في المغرب ، وكانت جزائر منسوبة إلى الخالدات وهي الآن غير معمورة.
وعند آخرين ساحل البحر الغربي ، وبينهما عشر درجات من دور المعدّل ، وعرض كلّ بلد عبارة عن أقصر قوس من دائرة نصف نهاره ، بين المعدّل وقطب الأفق ، أو بالعكس ، وطوله ما وقع من المعدّل بين نصف نهاره ونصف نهار جزائر الخالدات ، من فوق.
__________________
(١) ـ سورة البروج ، الآية ١.