الباب العشرون
في سعة فضائل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
من طريق الخاصّة وفيه ستّة أحاديث
الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي رحمهالله قال : حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال : حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيى [بن] أبي كثير [عن] عبد الله بن مرّة عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليّا من الفضل جزء لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم واعطاه من الفهم جزء لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب وسخاءه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود وقوّته بقوّة داود له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي عليّ محمود عند الحق مزكي عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربّي فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي وسألته أن يقبضه شهيدا دخلت الجنّة فرأيت حور عليّ أكثر من ورق الشجر وقصور عليّ بعدد البشر ، عليّ منّي وأنا من علي من تولّى عليّا فقد تولّاني حبّ عليّ نعمة واتّباعه فضيلة دانت به الملائكة وحفّت به الملائكة (١) الصّالحون لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان هو أكرم منه عزّا وفخرا ومنهاجا ، لم يكن قط عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا منعقدا حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ولم ينزل منزلا إلّا كان مأمونا أنزل الله عليه الحكمة وردّاه بالفهم تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه ، فزيّن الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعزّ به الأجناد مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظّلمة ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت ، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى منازله فهو الكريم حيّا والشهيد ميّتا» (٢).
__________________
(١) في المصدر : الجن.
(٢) أمالي الصدوق : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٧.