الباب الثلاثون
في قوله صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومدينة الحكمة وعلي بابها»
من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث
الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباته قال : قال علي عليهالسلام للحسن عليهالسلام : «يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون : إن الحسن لا يحسن شيئا ، قال الحسن : يا أبة كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ قال له : بأبي وأمّي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني» فصعد عليهالسلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ صلىاللهعليهوآله وآله صلاة موجزة ثمّ قال : «أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلّا من بابها؟» ثمّ نزل فوثب إليه علي عليهالسلام فتحمله وضمه إلى صدره ثمّ قال للحسين عليهالسلام : «يا بني قم فاصعد وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا ، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك» فصعد المنبر عليهالسلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلاة واحدة موجزة ثمّ قال : «معاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن عليّا مدينة هدى فمن دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك» فوثب إليه علي عليهالسلام وضمه إلى صدره فقبله ثمّ قال : «معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول الله صلىاللهعليهوآله ووديعته التي استودعنيها أستودعكموها معاشر الناس ، ورسول اللهصلىاللهعليهوآله سائلكم عنهما» (١).
الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدي الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها؟» ورواه الشيخ المفيد بالاسناد عن الأصبغ بن نباتة والحديث يأتي
__________________
(١) الاختصاص : ٢٣٨ ، نور البراهين : ٢ / ١٥٥.