الباب السادس
في قوله صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي وأنا من عليّ»
من طريق الخاصة وفيه ستّة أحاديث
الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي رحمهالله قال : حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبيّ قال : حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن مرّة عن سلمة بن قيس قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : «عليّ في السماء السابعة كالشّمس بالنّهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض ، أعطى الله عليّا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه الله من الفهم جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم ، شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود وقوّته بقوّة داود ، له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي ، على محمود عند الحقّ مزكى عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي وظاهرتي (١) ومصباحي وحبيبي (٢) ورفيقي ، آنسني به ربّي فسألت ربّي ألّا يقبضه قبلي وسألته أن يقبضه شهيدا ، أدخلت الجنّة فرأيت حور عليّ أكثر من الشجر وقصور عليّ بعدد البشر ، عليّ منّي وأنا من عليّ من تولّى عليّا فقد تولّاني حبّ عليّ نعمة واتباعه فضيلة دانت به الملائكة وحفت به الجن الصّالحون لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا ، لم يك قط عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا متعقّدا (٣) ، حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ، ولم ينزل منزلا إلّا كان ميمونا أنزل الله عليه الحكمة وردّاه (٤) بالفهم تجالسه الملائكة وهو لا يراها ولو اوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه فزيّن الله به المحافل وأكرم به العساكر واخضب (٥) به البلاد وأعز به الاجناد ، مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور مثله كمثل القمر (٦) إذا طلع أضاء الظّلمة ، ومثله كمثل الشّمس إذا طلعت أنارت الدنيا ، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه
__________________
(١) أي عشيرتي.
(٢) في المصدر : وجنّتي.
(٣) في المصدر : متعنّدا.
(٤) في نسخة المصدر : وزاده.
(٥) في المصدر : أخصب.
(٦) في نسخة المصدر : الفجر.