الباب التاسع
في قوله صلىاللهعليهوآله «لاعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله»
من طريق العامّة وفيه خمسة وثلاثون حديثا.
الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدّثنا أبي قال : حدّثنا وكيع عن سفيان عن إسرائيل بن أبي إسحاق عن عمر بن حبشي قال : خطب بنا الحسن بن عليّ بعد قتل عليّ عليهالسلام فقال : «لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتّى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم من عطائه كان يريدها لخادم له» (١).
الثاني : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا وكيع عن أبي ليلى عن المنهال ابن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع عليّ عليهالسلام وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشّتاء وثياب الشتاء في الصّيف فقيل لو سألته عن هذا فسألته عن هذا فقال : «صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث إليّ وأنا أرمد يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد فتفل في عيني وقال : اللهمّ اذهب عنه الحرّ والقر والبر فما وجدت حرّا ولا بردا» قال : وقال : «لأبعثن رجلا يحبّه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بفرار» قال : فتشرف لها الناس فبعث عليّا عليهالسلام (٢).
الثالث : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزبير قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله الراية فهزها وقال : من يأخذها بحقّها؟ فقال فلان : أنا ، قال امض (٣) ، ثمّ جاء رجل آخر فقال : امض ، ثم قال : والّذي كرم وجه محمّد لاعطيها رجلا لا يفر ، هاك يا عليّ ، فانطلق حتّى فتح الله خيبر [وفدك] وجاء بعجوتها وقديدها (٤).
الرابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبد الرّزاق قال : أخبرنا معمر عن الزّهري عن سعيد بن المسيّب أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : «لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله» فدعا عليّا وإنّه لأرمد ما يبصر موضع قدميه فتفل في عينه ثمّ دفعها
__________________
(١) مسند أحمد : ١ / ١٩٩.
(٢) مسند أحمد : ١ / ١٣٣.
(٣) في المصدر : امط.
(٤) مسند أحمد : ٣ / ١٦ وما بين المعقودين منه.