الباب السابع والخمسون
في قول أبي بكر وعمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها
ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، وقول عليّ عليهالسلام : بيعتي لم تكن فلتة
من طريق العامّة وفيه ثمانية أحاديث
الأوّل : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من فضلاء المعتزلة قال : روى أبو بكر أحمد ابن عبد العزيز قال : حدّثني أبو زيد عمر بن شبة قال : حدّثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدّثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب عليّ والزبير فدخلا بيت فاطمة عليهاالسلام معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة فيهم اسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن قريش وهما من بني عبد الأشهل ، فاقتحما الدار فصاحت فاطمة وناشدتهما الله فأخذوا سيفيهما فضربوا بهما الحجر حتّى كسروهما ، ثمّ أخرجهما عمر يسوقهما حتّى بايعا ، ثمّ قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال : إنّ بيعتي كانت فلتة وقى الله شرّها وخشيت الفتنة ، وأيم الله ما حصرت عليها يوما قط ، ولا سألتها الله في سرّ ولا علانية قط ، ولقد قلّدت أمرا عظيما ما لي به طاقة ولا يدان ولقد وددت أنّ أقوى الناس عليه مكاني ، فقال المهاجرون وقال علي والزبير : ما غضبنا إلّا في المشورة ، وإنّا لنرى أنّ أبا بكر أحقّ الناس بها ، إنّه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنّا لنعرف له سنّه ، ولقد أمره رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصلاة وهو حيّ (١).
الثاني : ابن أبي الحديد في الشرح قال : روى أبو جعفر الطبري في التاريخ عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : قال لي عبد الرحمن بن عوف وقد حججنا مع عمر : شهدت اليوم أمير المؤمنين بمنى وقال له رجل : إنّي سمعت فلانا يقول : لو مات عمر لبايعت فلانا فقال عمر : إنّي لقائم العشيّة في الناس احذّرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم ، قال عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، وهم الذين يقربون من مجلسك ويغلبون عليه ، وأخاف أن تقول مقالة لا يعونها ولا يحفظونها فيطيروا بك ولكن أمهل حتّى تقدم المدينة وتخلص بأصحاب رسول الله فتقول فيسمعوا مقالتك فقال : والله لأقؤمنّ بها أوّل مقام أقومه
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٤٧.