الباب الخامس والخمسون
في إخراج أمير المؤمنين عليهالسلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا
وإرادة حرق بيته عليهالسلام وبيت فاطمة عليهاالسلام عند امتناعه من البيعة
وإرادة قتله عليهالسلام إن امتنع من البيعة وامتناع الجماعة الذين معه عليهالسلام
من طريق العامّة وفيه واحد وثلاثون حديثا
الأوّل : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من علماء العامّة المعتزلة قال أمير المؤمنينعليهالسلام في خطبة : فنظرت فإذا ليس لي معين إلّا أهل بيتي وضننت بهم عن الموت وأغضيت على القذى وشربت على الشجى ، فصبرت على أخذ الكظم وعلى أمرّ من طعم العلقم ، قال ابن أبي الحديد في الشرح : الكظم بفتح الظاء مخرج النفس والجمع أكظام وضننت بالكسر بخلت وأغضيت على كذا أغضضت عنه طرفي ، والشجا ما يعترض في الحلق ، ثمّ قال ابن أبي الحديد : اختلفت الروايات في قصّة السقيفة فالذي تقوله الشيعة وقد قال قوم من المحدّثين بعضه ورووا كثيرا منه : إنّ عليّا عليهالسلام امتنع من البيعة حتّى أخرج كرها ، وإنّ الزبير بن العوّام امتنع من البيعة وقال : لا أبايع إلّا عليّا وكذلك أبو سفيان بن حرب وخالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس والعبّاس بن عبد المطلب وجميع بني هاشم وقالوا : إنّ الزبير شهر سيفه فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار وغيرهم قال في جملة ما قال : خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر ، ويقال : انّه أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره ، فساقهم كلّهم بين يديه إلى أبي بكر فحملهم على بيعته ، ولم يتخلّف إلّا عليّ وحده فإنّه اعتصم ببيت فاطمة فتحاموا إخراجه قسرا ، وقامت فاطمة إلى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه ، فتفرّقوا وعلموا أنّه مفرد لا يضرّ شيئا فتركوه وقيل : إنّهم أخرجوه فيمن أخرج وحمل إلى أبي بكر ، وقال : وقد روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري كثيرا من هذا ، فأمّا حديث التحريق وما جرى مجراه من الأمور الفظيعة وقول من قال : إنّهم أخذوا عليّا عليهالسلام يقاد بعمامته والناس حوله فأمر بعيد والشيعة تنفرد به على أنّ جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه وسنذكر ذلك.
وقال أبو جعفر : إنّ الأنصار لمّا فاتها ما طلبت من الخلافة قالت أو قال بعضها : لا نبايع إلّا عليّا