الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتّى جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفه فركع الشاب وركع الغلام والمرأة فخرّ الشاب ساجدا فسجدا معه فرفع الشاب ورفع الغلام والمرأة فقلت : يا عبّاس أمر عظيم فقال : أمر عظيم.
فقلت : ويحك ما هذا؟
فقال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أنّ الله بعثه رسولا ، وأنّ كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه وهذا الغلام ابن أخي عليّ بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه وأيم الله ما على ظهر الأرض كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء.
قال عفيف الكندي : ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني كنت رابعا.
ويروى أنّ أبا طالب قال لعليّ أي بني ما هذا الدين الّذي أنت عليه قال : «يا أبت آمنت بالله ورسوله وصدّقته فيما جاء به وصلّيت معه لله» وقال له أما أنّ محمّدا لا يدعوا إلّا إلى خير فالزمه (١).
السادس عشر : الثّعلبي قال روى عبيد الله بن محمّد عن العلاء بن منهال بن عمرو عن عبادة بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : «أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصّدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب مفتر صلّيت قبل الناس بسبع سنين» (٢).
السادس عشر : موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحويّ ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني عمّار بن الحسين ، حدّثني سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق قال : كان أوّل ذكر من الناس آمن برسول الله صلىاللهعليهوآله وصلى معه وصدّق بما جاء به من الله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان ممّا أنعم الله به على عليّ بن أبي طالب أنّه كان في حجر رسول اللهصلىاللهعليهوآله قبل الإسلام قال ابن إسحاق ، حدّثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبي الحجّاج قال : وكان من نعمة الله على عليّ بن أبي طالب مما صنع الله وأراد به من الخير إنّ قريشا أصابتهم ازمّة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للعبّاس عمّه وكان من أيسر بني هاشم : يا عبّاس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة
__________________
(١) تفسير الثعلبي المخطوط : ٢١٠.
(٢) تفسير الثعلبي المخطوط : ٢١٠.