مصقلة بن عبد الله عن أبيه عن جدّه قال : أتي عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبيد فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال : يا أصلع كم طلاق العبد فقال له باصبعه هكذا فحرّك السّبابة والّتي تليها فالتفت إليه فقال اثنتين فقال أحدهما : سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال ويلك تدري من هذا؟
هذا عليّ بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ووضع إيمان عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ» (١).
العاشر : أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ربعي بن خراش قال : حدّثنا عليّ بن أبي طالب بالرّحبة قال : «اجتمعت قريش إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا : يا محمّد إنّ قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّى رأى الغضب في وجهه ثمّ قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر؟
قال : لا.
فقيل : عمر؟
فقال : لا ، ولكن خاصف النعل في الحجرة» قال عليّ عليهالسلام : «أمّا إنّي قد سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول لا تكذّبوا عليّ فمن كذّب عليّ متعمّدا أولجته النار» (٢).
الحادي عشر : ومن الجمع بين الصّحاح السّتّة للعبدري من سنن أبي داود وصحيح الترمذي يرفعه إلى عليّ عليهالسلام قال يوم الحديبيّة : «جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا وإنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسّيف ، الّذين قد امتحن الله قلوبهم للتّقوى ، قال بعض أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أولئك يا رسول الله؟
قال منهم خاصف النّعل» وكان قد أعطى عليّا نعله يخصفها (٣).
الثاني عشر : الترمذي أيضا في رواية أخرى في صحيحه عن ربعي بن خراش أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال يوم الحديبيّة لسهيل بن عمرو وقد سأله ردّ جماعة فروا إلى النبيّ عليهالسلام : «يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم [بالسيف] على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان».
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١٨٢ / ح ٣٣٠.
(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤٩ / ح ١١٠٥.
(٣) نقله عنه ابن البطريق في العمدة : ٢٢٥ / ح ٣٥٧.