السر كما أدينه في العلانية ، قال : وبيد أمير المؤمنين عود فتطأطأ به رأسه ، ثمّ نكث بعوده في الأرض ساعة ثمّ رفع رأسه إليه ثمّ قال : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حدّثني بألف حديث كل حديث ألف باب ، وإن أرواح المؤمنين لتلتقي فتسام ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحق الله لقد كذبت ، فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء» ثمّ دخل عليه آخر فقال : يا أمير المؤمنين إني لأحبك في الله وأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية ، قال : فنكث بعوده الثانية فرفع رأسه إليه فقال : «صدقت ، إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذّ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل من غيرها ، فاذهب فأعدّ للفقر جلبابا فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : والله الفقر إلى شيعتنا أسرع من السيل إلى بطن الوادي» (١).
السابع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد ابن حمدان الصيدلاني قال : حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن هارون قال : أخبرنا خالد الحذّاء عن أبي قلابة عبد الله بن يزيد الجرمي عن ابن عبّاس قال : لما مرض رسول اللهصلىاللهعليهوآله وعنده أصحابه ثمّ ساق الحديث بخبر وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال في آخره : ثمّ مدّ يده صلىاللهعليهوآله إلى عليعليهالسلام فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، فوضع فاه على فيه وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيبة صلوات الله عليه وآله ، فانسل علي عليهالسلام من تحت ثيابه وقال : «أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه» فارتفعت الاصوات بالبكاء والضجيج ، فقيل : يا أمير المؤمنين ما الذي ناجاك به رسول الله صلىاللهعليهوآله حين أدخلك تحت ثيابه؟ فقال : «علّمني ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب كل باب يفتح ألف باب» (٢).
الثامن والعشرون : المفيد عن محمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن الحرب بن حصين عن الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «ان رسول الله صلىاللهعليهوآله علمني ألف باب من الحلال والحرام يفتح كل باب ألف باب حتّى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب ، حتّى علمت المذكّرات من النساء والمؤنثين من الرجال» (٣).
التاسع والعشرون : سليم ابن قيس الهلالي في كتابه عن علي عليهالسلام قال : «إن رسول اللهصلىاللهعليهوآله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب» (٤).
__________________
(١) بصائر الدرجات ٣٩١ / ٢.
(٢) الاختصاص : ٣١١ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٢٩ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ١٩٧.
(٣) الاختصاص : ٣٠٥.
(٤) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٠١ / ٣٠.