وصلّى على نبيه ثمّ قال : «أيها الناس سلوني ، سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلّا حدثتكم عنها متى نزلت ، بليل أو نهار أو في مقام أو في مسير أو في سهل أم في جبل ، وفي من نزلت في مؤمن أم في منافق ، وما عنى بها أعام أم خاص ، ولئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي» فقام إليه ابن الكوّاء فلما بصر به متعنتا «ألا تسأل تعلما ، هات سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه» فقال : يا أمير المؤمنين فأخبرني عن قول الله جل وعزّ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١).
فسكت أمير المؤمنين فأعادها عليه ابن الكوّاء ، فسكت فأعادها الثالثة فقال علي عليهالسلام ورفع صوته : «ويحك يا بن الكوّاء اولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرّا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم»(٢).
الرابع : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ رحمهالله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حمّاد الازدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال : كان علي أمير المؤمنين عليهالسلام كثيرا ما يقول : «سلوني قبل أن تفقدوني، فو الله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ، ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلّا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة» (٣).
الخامس : محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمّد بن الحسين عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن عنبسة العابد عن مغيرة مولى عبد المؤمن الأنصاري عن سعد عن الأصبغ قال : سمعت عليّاعليهالسلام يقول على هذا المنبر : «سلوني قبل أن تفقدوني ، والله ما أرض مخصبة ولا مجدبة وكل فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلّا وقد عرفت قائدها وسائقها ، وقد أحبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم لصغيرهم إلى أن تقوم القيامة» (٤).
السادس : الصفّار هذا عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن المعلى عن سلم قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّا نروي أحاديثكم لا نجد عند أحد من أهل بيتك فيها شيئا قال : «ما هي؟» قال : يروون أن عليّا عليهالسلام كان يخطب الناس : «يا أيها الناس سلوني فانكم لم تسألوني عن شيء فيما بيني وبين الساعة لا عن أرض مجدبة ولا عن أرض مخصبة ولا عن فرقة تضل مائة وتهدي مائة
__________________
(١) البينة : ٧.
(٢) رواه عنه ابن طاوس في سعد السعود : ١٠٩ ، بحار الأنوار ٣٢ / ١٩٠ / ١٩٢.
(٣) أمالي الطوسي ٥٨ / ٨٥.
(٤) بصائر الدرجات ٢٩٦ / ١.