محمّد أحمد بن عبد الله المزني إملاء ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن حرب ، حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الله بن يحيى العلوي ، حدّثنا جعفر بن محمّد ، حدّثنا نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي البختري قال : رأيت عليّا كرّم الله وجهه وقد صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، متقلّدا سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله معتمّا بعمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفي إصبعه خاتم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقعد على المنبر فكشف عن بطنه وقال : «سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ ما بين الجوانح من علم جمّ ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله ، هذا ما زقّني رسول الله صلىاللهعليهوآله زقا من غير وحي أوحي إليّ ، فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بانجيلهم حتّى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقول : صدق عليّ ، قد أفتاكم بما أنزل فيّ ، وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون» (١).
الرابع : إبراهيم بن محمّد الحمويني من العامّة في كتابه فرائد السمطين بإسناده المتصل إلى السبيعي قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن محمّد العلوي عن الحسين بن الحكم ، أنبأنا إسماعيل بن صبيح ، أنبأنا أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة ـ يقول : لو ثنيت ـ فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعرف آية تسوقه إلى جنة أو تقوده إلى نار» فقام رجل فقال : أنت أي شيء نزل فيك؟ فقال علي صلوات الله عليه : «أفمن كان على بينة من ربّه ويتلوه شاهد منه» (٢).
والأحاديث في قوله عليهالسلام : «سلوني» قد تقدّمت في الباب الخامس والثلاثين ، وباب غزارة علم أمير المؤمنين عليهالسلام وسعته من طريق العامّة تقدّم وهو الباب الخامس والعشرون فليؤخذ من هناك.
__________________
(١) مناقب الخوارزمي ٩١ / ٨٥.
(٢) فرائد السمطين ١ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ / ٢٦١ ، شواهد التنزيل للحاكم ١ : ٢٨٠ / ٣٨٤.