بريدة لقوله عليهالسلام لبريدة : عليّ وليّكم من بعدي فقال عليّ عليهالسلام : يا هؤلاء انّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقّي أو ابايعهم ، وارتدّ الناس حتّى بلغت الردّة أحدا ، فاخترت أن أظلم حقّي وان فعلوا ما فعلوا (١).
الثلاثون : السيّد المرتضى عقيب ذكره هذه الأحاديث : وذكر أكثر ما روي في هذا المعنى يطول فضلا عن ذكر جميعه ، وفيما أشرنا إليه كفاية ودلالة على أنّ البيعة لم تكن عن رضا واختيار ، فإن قيل : كلّما رويتموه في هذا المعنى أخبار آحاد لا توجب علما قلنا : كلّ خبر ممّا ذكرناه وإن كان واردا من طريق الآحاد فإنّ معناه الذي تضمّنه متواتر به والمعنى على ذلك دون اللفظ ، ومن استقرأ الأخبار وجد معنى إكراهه عليهالسلام على البيعة وأنّه دخل فيها مستدفعا للشرّ وخوفا من تفرّق كلمة المسلمين ، وقد وردت فيه أخبار كثيرة من طرق مختلفة تخرج من حدّ الآحاد إلى التواتر.
قال : وكيف يشكل على منصف أنّ بيعة أمير المؤمنين عليهالسلام لم تكن عن رضا والأخبار متظاهرة من كلّ من روى السير بما يقتضي ذلك حتّى أنّ من تأمّل ما روي في هذا الباب لم يبق عليه شكّ في أنّه عليهالسلام الجئ إلى البيعة وصار إليها بعد المدافعة والمحاجزة لامور اقتضت ذلك ليس من جملتها الرّضا. إلى هنا كلام السيّد المرتضى في الشافي (٢). وهو كتاب حسن مستوف في الإمامة.
كتاب الصراط المستقيم رواه من طريق العامّة قال : طلب أبو بكر وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا امتنع هو وجماعة من البيعة ، ذكره الواقدي في روايته والطبري في تاريخه ونحوه ذكر ابن عبد ربّه وهو من أعيانهم ، وكذا مصنّف كتاب أنفاس الجواهر إلى كلام صاحب كتاب الصراط المستقيم(٣).
الحادي والثلاثون : الصراط المستقيم ، انّ عمر وأصحابه أخذوا عليّا أسيرا إلى البيعة ، وهذا لا ينكره عالم من الشيعة قال : وقد أورد ابن قتيبة وهو أكبر شيوخ القدريّة في المجلّد الأوّل من كتاب السياسة قوله حين قال : إن لم تبايع نضرب عنقك ، فأتى قبر النبيّ باكيا قائلا : يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني (٤).
__________________
(١) الشافي : ٣ / ٢٤٣.
(٢) الشافي : ٢٤٥.
(٣) الصراط المستقيم : ٢ / ٣٠١.
(٤) الصراط المستقيم : ٢ / ١٠.