أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال :
قد علمت خيبر أنّي مرحب |
|
شك السّلاح بطل مجرب |
إذا الحروب أقبلت تلهّب : |
فقال عليّ عليهالسلام :
أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
اوفيهم بالصّاع كيل السندرة |
قال : فضرب رأس مرحب فقتله ثمّ كان الفتح على يديه (١).
الرابع عشر : من صحيح مسلم في آخر كرّاس من الجزء الرابع منه قال : حدّثنا قتيبة بن سعد ، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : «لاعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه» قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الامارة إلّا يومئذ ، قال : فتشرّفت لها رجاء أن ادّعي لها قال : فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب فأعطاه ايّاها وقال: «امش ولا تلتفت حتّى يفتح الله عليك» قال : فسار على شيئا ثمّ وقف ولا يلتفت فصرخ يا رسول الله: «على ما ذا اقاتل الناس» قال : «قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله وإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلّا بحقهما وحسابهم على الله» (٢).
الخامس عشر : من صحيح مسلم قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل ، حيلولة حدّثنا قتيبة واللّفظ هذا قال : وحدّثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال : أخبرني سهل بن سعد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : «لاعطينّ هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قال فبات الناس يدركون بينهم أيّهم يعطاها قال : فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول الله كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال : «أين عليّ بن أبي طالب» فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينه قال : «فارسلوا إليه» فأتى به فبصق رسول اللهصلىاللهعليهوآله في عينيه ودعا له فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ : «يا رسول الله اقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا» قال : «انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم»(٣).
__________________
(١) صحيح مسلم : ٥ / ١٩٥.
(٢) صحيح مسلم : ٧ / ١٢١.
(٣) المصدر السابق.