أنت أخي وأنا أخوك فإن فاخرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدعيها بعدك إلّا كذّاب»(١).
الرابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا حسين بن محمّد الزّراع قال : حدّثنا عبد المؤمن ابن عبّاد قال : حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله مسجده فذكر قصّة مؤاخاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بين الصّحابة فقال عليّ يعني للنبيّصلىاللهعليهوآله : «لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبى والكرامة» فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والّذي بعثني بالحق نبيا ما أخّرتك إلّا لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي وأنت أخي ووارثي» قال : «وما أرث منك يا رسول الله» قال : «ما ورث الأنبياء قبلي» قال : «ما ورث الأنبياء قبلك» قال : «كتاب الله وسنّة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي» ثمّ تلى رسول اللهصلىاللهعليهوآله (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض (٢).
الخامس : أبو الحسن الفقيه بن المغازلي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار قال : أخبرنا أبو محمّد ابن السقا ، وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن القصّاب البيع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد البياسري قال : حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن الجوهري قال : حدّثني محمّد بن زكريا بن دريد العبدي قال : حدّثني حميد الطّويل عن أنس قال : لمّا كان يوم المباهلة وآخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بين المهاجرين وعليّ واقف يراه ويفرق مكانه لم يواخ بينه وبين أحد فأنصرف عليّ باكي العينين فافتقده النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : «ما فعل أبو الحسن».
قالوا : انصرف باكي العين يا رسول الله قال : يا بلال اذهب فاتني به فمضى بلال إلى عليّعليهالسلام وقد دخل منزله باكي العين وقالت فاطمة : «ما يبكيك لا أبكى الله عينيك»؟
قال : «يا فاطمة آخى النبيّ بين المهاجرين والأنصار وإن واقف يراني ويعرف مكاني لم يواخ بيني وبين أحد».
قالت : «لا يحزنك لعلّه إنّما أخّرك لنفسه».
فقال بلال يا عليّ أجب النبيّ صلىاللهعليهوآله فأتى عليّ عليهالسلام النبيّ صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) العمدة : ١٦٦ / ح ٢٥٦ ، وفي هامشه : فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٦ / ح ١٠٥٥.
(٢) العمدة لابن البطريق : ١٦٧ / ح ٢٥٧ ، وكتب في هامشه : فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٣٨ / ح ١٠٨٥.