بالخائنين أم في تقريع الذين يبيعون عهد الله ويحلفون الأيمان الكاذبة في سبيل خسيس المنافع وأعراض الدنيا.
ولقد أورد المفسرون في سياق تفسير الآيات أحاديث نبوية عديدة في صدد ذلك : منها حديث أخرجه الإمام أحمد ورواه مسلم وأهل السنن جاء فيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثة لا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم. فقال أبو ذرّ راوي الحديث : من هم خسروا وخابوا. قال : المسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» (١). ومنها حديث أخرجه الإمام أحمد أيضا جاء فيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع مال امرئ مسلم لقي الله عزوجل وهو عليه غضبان» (٢). ومنها حديث جاء فيه : «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ، ورجل حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال امرئ مسلم ، ورجل منع فضل ماله وفي رواية فضل مائه عن ابن السبيل» (٣). ومنها حديث جاء فيه : «لمّا قال اليهود ليس علينا في الأميين سبيل قال رسول الله كذب أعداء الله ما من شيء كان في الجاهلية إلّا هو تحت قدمي إلّا الأمانة فإنّها مؤادة إلى البرّ والفاجر» (٤). حيث يتساوق التلقين النبوي مع التلقين القرآني في هذا الشأن كما يتساوق مع كل الشؤون.
وننبه في هذه المناسبة على أن الحثّ على مراعاة الأمانات والتنويه بمن يفعل ذلك قد تكرر في القرآن والحديث. وكان موضوعا لتعليق لنا في سياق شرح الآيات الأولى من سورة (المؤمنون).
__________________
(١) انظر تفسير ابن كثير والخازن. وقد فسروا كلمة المسبل بالذي يسبل إزاره بإفراط. والحديث الأول رواه الخمسة إلّا البخاري عن أبي هريرة بهذا النص : (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، المنّان الذي لا يفعل شيئا إلّا المنّ والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. والمسبل إزاره). والحديث الثاني رواه الخمسة بنصه. (انظر التاج ج ٣ ص ٦٨ و ٦٩).
(٢) المصدر نفسه.
(٣) انظر تفسير ابن كثير والخازن.
(٤) انظر تفسير الطبري والحديث من تخريج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.