الأخوة الدينية التي جمعت بينهم والتي من شأنها أن تجعلهم كتلة قوية. أم في التحذير من الاستماع لدسائس الأغيار الذين يريدون لهم الضرر والضعف والفرقة والتخاذل.
هذا ، وفي كتب التفسير تأويلات لمدى بعض هذه الآيات نوردها ونعلّق عليها كما يلي :
١ ـ ففي صدد جملة (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) روى الطبري بطرق مختلفة عن ابن مسعود وغيره أن معناها : «أن يطاع الله فلا يعصى. وأن يشكر فلا يكفر. وأن يذكر فلا ينسى». وعن ابن عباس أن معناها : «جاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم». وقال ابن كثير إن الرواية الأولى مروية عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم رواها الحاكم في مستدركه مرفوعا وقال إنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وكلا التأويلين وجيه. وقد روى الطبري عن قتادة أن الآية منسوخة بآية سورة التغابن [١٦] التي فيها جملة (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) كتيسير وتخفيف من الله. وروى ابن عباس أنها غير منسوخة. ويتبادر لنا أن الجملة وردت في مقام يوجب التشديد في التحذير فتكون في كل مقام مثله محكمة. أما كون الله إنما يطلب من المسلمين أن يتقوه ما استطاعوا فيمكن أن يقال بدون القول بنسخ الأولى بالثانية إن ذلك من المبادئ القرآنية التي تكرر تقريرها ومن السنّة النبوية التي تعددت الأحاديث الصحيحة فيها على ما ذكرناه وأوردناه في تعليقنا على جملة (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) في الآية [٤٢] من سورة الأعراف فليرجع إليه.
٢ ـ وفي مدى معنى (بِحَبْلِ اللهِ) روى الطبري أقوالا منها أن الجملة بمعنى الجماعة أو التوحيد. أو الإخلاص لله أو القرآن. وقد أورد الطبري حديثا في سياق الجملة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض». ولقد أوردنا في سياق الآية [٩] من سورة الإسراء حديثا رواه الترمذي فيه ما جاء في حديث أبي سعيد. وعلى كل حال فالقرآن حقا هو