سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧) ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)) [١٥ ـ ١٩]
(١) فلا تولّوهم الأدبار : فلا تقلبوا ظهوركم للعدو وتفروا من أمامه.
(٢) متحرّفا لقتال : قاصدا أسلوبا من أساليب القتال والحركات الحربية.
(٣) متحيّزا إلى فئة : منضما إلى جماعة أخرى للتعاون على القتال.
(٤) وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا : ليكون به للمؤمنين عمل فيه النفع والخير والحسنى.
(٥) إن تستفتحوا : إن تطلبوا الفتح والنصر أو إن تطلبوا حكم الله لأن كلمة الفتح جاءت في بعض آيات القرآن بمعنى الحكم. ومن ذلك آية الأعراف (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) [٨٩].
في الآيتين الأولى والثانية : خطاب موجّه للمسلمين شدّد فيه التنبيه والإنذار بعدم الفرار من أمام العدو حينما يتزاحفون على بعضهم للقتال. ومن يفعل ذلك بدون قصد حربي مشروع كاستهداف أسلوب من أساليب القتال أو الانحياز إلى فئة مقاتلة أخرى من جماعته فقد باء بغضب الله واستحقّ النار وبئس ذلك من مصير له ولأمثاله.
وفي الآية الثالثة : ١ ـ تقرير رباني موجّه فيه الخطاب أولا إلى المسلمين بأنهم ليسوا هم الذين قتلوا الكفار وإنما الذي قتلهم هو الله. وثانيا إلى النبي بأنه ليس هو الذي رمى فأصاب ولكن ذلك هو الله.
٢ ـ وتنبيه بأن الله عزوجل قد أراد بما جرى أن يكون للمؤمنين فيه البلاء الحسن الذي لهم فيه الخير والثواب وأن الله سميع لكل ما يقولونه عليم به.
وفي الآية الرابعة : إيذان بأن الله قد ألهم ويسّر ما كان إيهانا لقوة الكافرين