وهذا هو الذي يعبّر عنه بأصالة تأخّر الحادث ، يريدون به : أنّه إذا علم بوجود حادث في زمان وشكّ في وجوده قبل ذلك الزمان فيحكم باستصحاب عدمه قبل ذلك ويلزمه عقلا تأخر حدوث ذلك الحادث.
فإذا شكّ في مبدإ موت زيد مع القطع بكونه يوم الجمعة ميّتا فحياته قبل الجمعة الثابتة بالاستصحاب
______________________________________________________
(وهذا) الشك في بقاء المستصحب في جزء من الزمان اللاحق ، وان علم بارتفاعه بعد ذلك (هو الذي يعبّر عنه) في ألسنة الاصوليين : (بأصالة تأخّر الحادث. يريدون به : أنّه إذا علم بوجود حادث في زمان) كعلمهم بموت زيد يوم الجمعة (وشكّ في وجوده قبل ذلك الزمان) بأن لم نعلم هل الموت وجد في يوم الخميس أم لا؟ (فيحكم باستصحاب عدمه) أي : عدم الموت (قبل ذلك) أي : قبل يوم الجمعة كما في المثال.
إذن : فالعلم بالحادث في الزمان المتأخّر لا يمنع من استصحاب عدم هذا الحادث في الزمان المتقدّم الذي هو مشكوك (ويلزمه عقلا تأخر حدوث ذلك الحادث).
وعليه : فإذا شككنا في موت زيد في يوم الخميس واستصحبنا عدم موته في يوم الخميس ، كان لازمه العقلي : تأخر الموت عن يوم الخميس إلى يوم الجمعة كما قال : (فإذا شكّ في مبدإ موت زيد) بانه هل كان يوم الخميس أو يوم الجمعة؟ وذلك (مع القطع بكونه يوم الجمعة ميّتا) أي : ان الموت في الجمعة مقطوع به ، لكن الشك في ان يوم الجمعة هل هو مبدأ موته ، أو ان يوم الجمعة امتداد لموته الذي حصل يوم الخميس؟ (فحياته قبل الجمعة الثابتة بالاستصحاب) لفرض ان الاستصحاب يقول : انه كان حيا يوم الخميس