وقد يلاحظ تأخّر الحادث بالقياس إلى حادث آخر ، كما إذا علم بحدوث حادثين وشك في تقدّم أحدهما على الآخر فامّا أن يجهل تاريخهما
______________________________________________________
ماءان مشتبهان : أحدهما طاهر ، والآخر نجس ، فغسلنا الثوب النجس بصبّ كل منهما عليه فانه نعلم بطهارته ، لأنه امّا طهر بالماء الأوّل ، وامّا طهر بالماء الثاني.
لا يقال : ان كان الماء الثاني نجسا فقد تنجس الثوب.
لأنه يقال : علمنا طهارته بأحد الماءين ولم نعلم نجاسته بعد ذلك ، فنستصحب طهارته.
هذا تمام الكلام في الفرع الأوّل ، وهو : بأن يلاحظ تأخر الحادث بالقياس إلى ما قبله من أجزاء الزمان ، ومثاله : ما إذا علم بوجود موت زيد في الجمعة وشك في وجود موته في الخميس على ما مرّ تفصيله.
وامّا الفرع الثاني : فقد أشار إليه بقوله : (وقد يلاحظ تأخّر الحادث بالقياس إلى حادث آخر) كأن يكون هناك حادثان لا نعلم هل هذا متأخّر عن ذاك ، أو ذاك متأخّر عن هذا؟ ولذلك قال : (كما إذا علم بحدوث حادثين وشك في تقدّم أحدهما على الآخر).
مثلا : إذا علمنا بأن هذا الماء غير الكر قد ورد عليه حادثان : الكرية والنجاسة ، ولكن لا نعلم هل ان الكرية واردة أولا حتى لا تؤثر النجاسة ، أو ان النجاسة واردة أولا حتى لا تؤثر الكرّية ويبقى الماء نجسا ، فان لهذا الفرع صورتين كالتالي :
الأوّل : (فامّا أن يجهل تاريخهما) بأن لم نعلم هل ان الكرية كانت يوم الخميس والنجاسة يوم الجمعة ، أو ان النجاسة كانت يوم الخميس والكرية يوم الجمعة؟.