بعض المعاصرين من «أن استصحاب النبوة معارض باستصحاب عدمها ، الثابت قبل حدوث أصل النبوة» بناء على أصل فاسد تقدّم حكايته عنه وهو : أنّ الحكم الشرعي الموجود ، يقتصر فيه على القدر المتيقّن وبعده يتعارض استصحاب وجوده واستصحاب عدمه.
وقد أوضحنا فساده بما لا مزيد عليه.
______________________________________________________
بعض المعاصرين) وهو المحقق النراقي في المناهج : (من «أنّ استصحاب النبوة معارض باستصحاب عدمها ، الثابت قبل حدوث أصل النبوة») أي : ان نبوة موسى أو عيسى كانت متحققة في قطعة من الزمن الفاصل بينه وبين نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنستصحب نبوته بعد مجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم لكن قبل تلك القطعة من الزمان لم تكن نبوة موسى أو عيسى متحققة ، فنستصحب عدم نبوته بعد مجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنبوته وعدم نبوته بمتعارضان ويتساقطان.
وإنّما قال المحقق النراقي بذلك (بناء على أصل فاسد تقدّم حكايته) أي : حكاية ذلك الأصل (عنه) أي : عن النراقي (وهو : أنّ الحكم الشرعي الموجود ، يقتصر فيه على القدر المتيقّن) والقدر المتيقن ، هنا هو الزمن الفاصل بين نبوة موسى ونبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم (وبعده) أي : بعد ذلك القدر المتيقن وهو بعد مجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم (يتعارض استصحاب وجوده) أي : وجود نبوة موسى (واستصحاب عدمه) أي : عدم نبوة موسى الذي كان قبل مجيئه.
هذا (وقد أوضحنا) نحن المصنّف (فساده) أي : فساد تعارض الاستصحابين هنا (بما لا مزيد عليه) لأنا قلنا : ان العبرة إنّما هي باليقين المتصل بالشك ، لا اليقين المنفصل السابق على نبوة موسى على ما في المثال.