ولو ذلك لاختلّ على الامم السابقة نظام شرائعهم من حيث تجويزهم في كلّ زمان ظهور نبي ولو في الأماكن البعيدة ، فلا يستقر لهم البناء على أحكامهم» ، مدفوعة : بأنّ استقرار الشرائع لم يكن بالاستصحاب قطعا ، وإلّا لزم كونهم شاكّين في حقيّة شريعتهم ونبوّة نبيهم في أكثر الأوقات ، لما تقدّم : من أنّ الاستصحاب بناء على كونه من باب الظنّ ، لا يفيد الظنّ الشخصي في كلّ مورد.
وغاية ما يستفاد من بناء العقلاء في الاستصحاب
______________________________________________________
النبي السابق وشريعته.
(ولو لا ذلك) أي : الاستصحاب حين الشك في مجيء النبي الجديد والشريعة الجديدة (لاختلّ على الامم السابقة نظام شرائعهم) وذلك (من حيث تجويزهم في كلّ زمان ظهور نبي ولو في الأماكن البعيدة) فإذا لم يستصحبوا مع ذلك نبوة النبي اللاحق وشريعته (فلا يستقر لهم البناء على أحكامهم») التي عملوا بها في صلاتهم وصيامهم وعقودهم وإيقاعاتهم ، ونكاحهم ومواريثهم ، وغير ذلك.
وكيف كان : فان هذه الدعوى (مدفوعة : بأنّ استقرار الشرائع) عند أهل كل شريعة : إنّما هو بسبب علمهم ، فانه (لم يكن بالاستصحاب قطعا ، وإلّا) بان كان بالاستصحاب (لزم كونهم شاكّين في حقيّة شريعتهم ونبوة نبيهم في أكثر الأوقات).
وإنّما لزم كونهم شاكين (لما تقدّم : من أنّ الاستصحاب بناء على كونه من باب الظنّ ، لا يفيد الظنّ الشخصي في كلّ مورد) فكيف يلتزمون بنبوة نبيهم وبقاء شريعتهم مع انه لا قطع ولا ظن شخصي لهم بذلك ، وهذا ممّا لا يمكن أن يلتزم به أحد؟.
(وغاية ما يستفاد من بناء العقلاء في الاستصحاب) لنبوة النبي اللاحق