وحينئذ : فلا معنى للاستصحاب.
ودعوى : أنّ النبوّة موقوفة على صدق نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا على نبوته» ، مدفوعة : بأنّا لم نعرف صدقه إلّا من حيث ثبوته.
______________________________________________________
(وحينئذ) أي : حين لم نجزم بالمستصحب إلّا بأخبار نبينا (فلا معنى للاستصحاب) بعد ذلك ، لأن اليقين بنبوة موسى أو عيسى لم يحصل لنا إلّا من اليقين بنبوة نبينا وحقانية كتابه وشريعته ونسخ ما قبلها من النبوات والشرائع ، ومعه لا شك فلا استصحاب.
هذا (ودعوى : أنّ النبوّة) لموسى أو لعيسى غير موقوفة على نبوة نبينا حتى تكون نبوة نبينا ناسخة لنبوة موسى أو عيسى ، وإنّما هي (موقوفة على صدق نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا على نبوته») وإذا لم تكن نبوة موسى أو عيسى موقوفة على نبوة نبينا ، بل على صدقه فقط ، فلا نبوة لنبينا فرضا حتى تكون ناسخة لنبوة موسى أو عيسى ، فيجري استصحاب نبوة موسى أو عيسى بلا مانع.
وبعبارة اخرى : ان كون موسى وعيسى نبيّين موقوف على صدق المخبر ، لا على نبوته ، وذلك لأن الصادق إذا أخبر بشيء قبل خبره ، فإذا أخبرنا الصادق الأمين يعني : محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنبوة موسى وعيسى يحصل لنا اليقين بنبوتهما ، فيجري الاستصحاب عند الشك في بقاء نبوتهما.
لكن هذه الدعوى (مدفوعة : بأنّا لم نعرف صدقه إلّا من حيث ثبوته) أي : ان صدق محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحيث يحصل من خبره العلم بنبوة موسى وعيسى لم يعرف إلّا من جهة نبوته ، فانا إذا لم نكن نعرف انه نبي لم نكن نعرف انه صادق ، فالمعجزة دلت على نبوته ، ونبوته أوجبت علمنا بصدقه.