إنّا معاشر المسلمين ، لمّا علمنا أنّ النبي السالف أخبر بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ ذلك كان واجبا عليه ، ووجوب الاقرار به والايمان به يتوقف على تبليغ ذلك إلى رعيته ، صحّ لنا أن نقول : إنّ المسلّم نبوّة النبي السالف على تقدير تبليغ نبوّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم والنبوّة التقديرية لا تضرّنا ولا تنفعهم في بقاء شريعتهم.
ولعلّ هذا الجواب يرجع إلى ما ذكره الإمام أبو الحسن الرضا صلوات الله عليه في جواب الجاثليق ، حيث قال له عليهالسلام :
«ما تقول في نبوة عيسى
______________________________________________________
إنّا معاشر المسلمين لمّا علمنا أنّ النبي السالف) كالنبي موسى أو عيسى ـ مثلا ـ كان قد (أخبر بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ ذلك) أي : اخباره بمجيء نبينا (كان واجبا عليه ، ووجوب الاقرار به والايمان به يتوقف على تبليغ ذلك إلى رعيته) لأن النبي معصوم ، فلا يمكنه ترك التبليغ ، وإذا كان كذلك (صحّ لنا أن نقول : إنّ المسلّم نبوّة النبي السالف على تقدير تبليغ) ذلك النبي السالف (نبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم).
وعليه : فالنبوة التحقيقية عندنا لموسى أو عيسى هي المبشرة بنبينا ، ممّا يوجب انقطاع نبوتهما عند مجيء نبينا (والنبوة التقديرية) التي لم تبشر بنبينا (لا تضرّنا) لأنا لا نسلم بتلك النبوة (ولا تنفعهم) أي : لا تنفع الكتابي أيضا ، لأنه لا يستطيع إلزامنا بها (في بقاء شريعتهم) لأنا لا نسلّم النبوة السابقة التي لم تبشر بمجيء نبينا ولا نعترف بها ، ومع عدم الاعتراف لا مسرح للاستصحاب.
(ولعلّ هذا الجواب يرجع إلى ما ذكره الإمام أبو الحسن الرضا صلوات الله عليه في جواب الجاثليق حيث قال) الجاثليق (له عليهالسلام : «ما تقول في نبوة عيسى