في فاقد معظم الأجزاء ، واجرائه في فاقد الشرط ، كشف عن فساد التوجيه الأوّل ، وحيث إنّ بناءهم على استصحاب نفس الكرّية دون الذات المتصف بها كشف عن صحة الأوّل من الأخيرين ، وقد عرفت : أنّه لو لا المسامحة العرفيّة في المستصحب وموضوعه لم يتمّ شيء من الوجهين.
______________________________________________________
في فاقد معظم الأجزاء ، واجرائه في فاقد الشرط ، كشف عن فساد التوجيه الأوّل) المبني على عكس ذلك ، فان التوجيه الاول ـ كما عرفت ـ كان يجري الاستصحاب في فاقد المعظم ولا يجريه في فاقد الشرط.
وإنّما كان بناء العرف المذكور كاشفا عن فساد التوجيه الاول ، لان العرف هو المخاطب من جهة الشارع ، فاذا لم ير العرف انطباق أخبار الاستصحاب على هذا التوجيه تبيّن ان التوجيه فاسد.
هذا بالنسبة الى التوجيه الأوّل وأمّا التوجيه الثاني فكما قال : (وحيث إنّ بناءهم على استصحاب نفس الكرّية) عند الشك في الكرية فيقولون : كان هذا الماء سابقا كرا فالآن كرّ (دون الذات المتصف بها) اي : بالكرية ، فانهم لا يستصحبون وجود الماء الكرّ ، حتى يثبتوا أن ما في الحوض كرّ ، فان بناءهم هذا (كشف عن صحة الأوّل من الأخيرين) اي : صحة التوجيه الثاني ، لأنّ فيه استصحاب الوجوب النفسي المتعلّق بهذه الأجزاء ، فهناك يقال : يستصحب كرّية الماء ، وهنا يقال : يستصحب وجوب الأجزاء.
(و) امّا التوجيه الثالث : فلا يراه العرف صحيحا ايضا ، كما لم ير التوجيه الأوّل صحيحا ، وذلك لانه (قد عرفت : أنّه لو لا المسامحة العرفيّة في المستصحب وموضوعه لم يتمّ شيء من الوجهين) الأخيرين ، فتماميّتهما متوقف على رؤية العرف والعرف يرى صحة أولهما دون ثانيهما ، فيكون التوجيه