وكيف كان : فما ذكره المورد من اشتراك الظنّ واليقين في عدم الاجتماع مع الشك مطلقا ـ في محلّه.
فالأولى أن يقال : إنّ قولهم : «اليقين لا يرفعه الشك» ، لا دلالة فيه على اجتماعهما في زمان واحد ، إلّا من حيث الحكم في تلك القضية بعدم الرفع.
ولا ريب أنّ هذا ليس إخبارا عن الواقع ، لانّه كذب ، وليس حكما شرعيّا بابقاء نفس اليقين أيضا ، لأنّه غير معقول ،
______________________________________________________
به الوهم وهما يجتمعان.
(وكيف كان : فما ذكره المورد) في الايراد على الشهيد : (من اشتراك الظنّ واليقين في عدم الاجتماع مع الشك مطلقا) اي : مع الشك الاعم من الموهوم وان اجتمع مع الشك الموهوم (في محلّه) وذلك لأنّ الشك يعني : تساوي الطرفين وكل من اليقين والظن رجحان احد الطرفين ، ومن المعلوم : انه لا يعقل اجتماع تساوي الطرفين مع رجحان احد الطرفين في مكان واحد.
إذن : (فالأولى أن يقال : إنّ قولهم : «اليقين لا يرفعه الشك») لا لوهم تناقضا في الكلام كي يكون بحاجة الى توجيه ، وذلك لانه (لا دلالة فيه على اجتماعهما) اي : اليقين والشك (في زمان واحد ، إلّا من حيث الحكم في تلك القضية بعدم الرفع) اي : الحكم ببقاء الآثار لليقين السابق حتى بعد الشك.
هذا (ولا ريب أنّ هذا) الكلام وهو قولهم : «اليقين لا يرفعه الشك» (ليس إخبارا عن الواقع ، لانّه كذب) اذ من المعلوم : ان الانسان اذا شك في شيء ارتفع يقينه عن ذهنه بلا اختيار ارتفاعا تكوينيا (وليس حكما شرعيّا بابقاء نفس اليقين أيضا ، لأنّه) اي : أمر الشارع بابقاء نفس اليقين في حال شكه (غير معقول) أيضا ،