وأمّا كون الشك في كلّ منهما مسبّبا عن الشك في الآخر ، فغير معقول.
وما توهّم له : «من التمثيل بالعامّين من وجه وأنّ الشك في أصالة العموم في كلّ منهما مسبّب عن الشّك في أصالة العموم في الآخر مندفع : بأنّ الشّك في الأصلين مسبّب عن العلم الاجمالي بتخصيص أحدهما.
وكيف كان : فالاستصحابان المتعارضان على قسمين :
______________________________________________________
هذا (وأمّا كون الشك في كلّ منهما مسبّبا عن الشك في الآخر ، فغير معقول) لوضوح : ان السبب لشيء لا يكون مسبّبا عن نفس ذلك الشيء ، إذ لا يعقل ان يكون هناك شيئان كل واحد منهما سببا للآخر ومسبّبا عنه.
(وما توهّم له : «من التمثيل بالعامّين من وجه) كما إذا قال المولى : اكرم العلماء ، وقال : لا تكرم الفساق ، الذي يبدو انهما متعارضان في مادّة الاجتماع وهو : العالم الفاسق ، فان أحد العامين في مادة الاجتماع هذه إمّا أن يخصّص بالآخر لمرجّح ، أو يكون له حكم ثالث كالتخيير ـ مثلا ـ (و) ذلك لاحتمال السببي والمسبّبي في كل واحد منهما بالنسبة إلى الآخر يعني : (أنّ الشك في أصالة العموم في كلّ منهما مسبّب عن الشك في أصالة العموم في الآخر») وبعبارة اخرى : ان الشك في بقاء عموم كل منهما مسبّب عن الشك في بقاء عموم الآخر.
وعلى كل حال : فإنّ هذا التوهّم (مندفع : بأنّ الشك في الأصلين مسبّب عن) شيء ثالث وهو : (العلم الاجمالي بتخصيص أحدهما) بالآخر في مادة الاجتماع ، ولذا فان كان مرجّح خصّصنا به أحدهما ، وإلّا فالتخيير بينهما وهو حكم ثالث ، لا أنّ كل واحد منهما سبب للآخر ومسبّب عنه.
(وكيف كان : فالاستصحابان المتعارضان على قسمين) كالتالي :