وجهان : من إطلاق بعض الأخبار ، ومن التعليل بقوله : «هو حين يتوضأ أذكر منه حين يشك» ؛ فانّ التعليل يدلّ على تخصيص الحكم بمورده مع عموم السؤال ، فدلّ على نفيه عن غير مورد العلّة.
______________________________________________________
الفراغ (وجهان) كالتالي :
(من إطلاق بعض الأخبار) مثل : قول الإمام الصادق عليهالسلام : «اذا شككت في شيء من الوضوء وقد دخلت في غيره ، فشكك ليس بشيء» (١) حيث ان اطلاق الشك يشمل القسمين من الشك فتجري قاعدة الفراغ فيه.
(ومن التعليل بقوله) عليهالسلام : («هو حين يتوضأ أذكر منه حين يشك» (٢)) فلا يشمل مثل هذا الشك (فانّ التعليل يدلّ على تخصيص الحكم بمورده) اي : بمورد التعليل الذي هو الأذكرية حتى (مع عموم السؤال).
إذن : فالشك بعد الوضوء الذي هو مسئول عن حكمه من الإمام الصادق عليهالسلام هنا وان كان يعم كل شك ، الّا ان العلة في الجواب تضيّق دائرة السؤال ، وذلك لأن العلة مضيّقة وموسّعة حسب القرائن الخارجية ، فاذا قال ـ مثلا ـ : لا تأكل الرمان لأنّه حامض ، وسّعت العلة دائرة الرمان الى كل حامض ، فيجب الاجتناب عن كل حامض ، كما انّ العلة نفسها تضيّق دائرة الرمان الى الرمان الحامض فقط ، فلا بأس بأكل الرمان الحلو (فدلّ) التعليل بالأذكرية في قاعدة الفراغ (على نفيه) اي : نفي حكم الفراغ (عن غير مورد العلّة) وهو مورد الشك في مانعية الموجود ، فلا تجري قاعدة الفراغ فيه.
__________________
(١) ـ تهذيب الاحكام : ج ١ ص ١٠١ ب ٤ ح ١١١ ، السرائر : ج ٣ ص ٥٥٤ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٤٧٠ ب ٤٢ ح ١٢٤٤ وج ٨ ص ٢٣٧ ب ٢٣ ح ١٠٥٢٤.
(٢) ـ تهذيب الاحكام : ج ١ ص ١٠١ ب ٤ ح ١١٤ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٤٧١ ب ٤٢ ح ١٢٤٩.