قسامة ، أعني : البيّنة العادلة ، وتصديق الأخ المؤمن فانّه مما لا يمكن إلّا بحمل تصديق المؤمن على الحكم بمطابقة الواقع ، المستلزم لتكذيب القسامة ، بمعنى : المخالفة للواقع مع الحكم بصدقهم في اعتقادهم ، لأنّهم أولى بحسن الظنّ بهم من المؤمن الواحد.
فالمراد من تكذيب السمع والبصر : تكذيبهما فيما يفهمان
______________________________________________________
قسامة (١) ، أعني : البيّنة العادلة ، وتصديق الأخ المؤمن) فيما اذا قال هو : ما قلت ، وقالوا : قال ، أو قال هو : ما فعلت ، وقالوا : فعل (فانّه) اي : الجمع المذكور (مما لا يمكن إلّا بحمل تصديق المؤمن على الحكم بمطابقة) كلامه صورة مع (الواقع ، المستلزم) هذا التصديق الصوري (لتكذيب القسامة ، بمعنى : المخالفة) اي : مخالفة كلامهم (للواقع) وعدم ترتيب الاثر عليه ، لكن (مع الحكم بصدقهم في اعتقادهم) وإنّما نحكم بصدقهم في اعتقادهم (لأنّهم أولى بحسن الظنّ بهم من المؤمن الواحد).
ومن المعلوم : ان في هذا الكلام من رواية الفضل حكمة رفيعة ، فان الغالب على المجتمعات البشرية هو : ان الناس فيها ـ ما لم يهذّبوا انفسهم ـ يلمز بعضهم البعض وينبزه ، وينتقص بعضهم بعضا ويتّهمه ، فلو أخذنا بذلك ورتّبنا عليه اثره ، لزم تفكّك الاجتماع وتفسّخه ، ووقاية لسلامة المجتمع أمرتنا الرواية بتصديق الاخ ما لم تتم موازين الشهادة ، فاذا تمت موازين الشهادة لزم اجراء الحدود درءا للفساد وقمعا للمفسدين.
وعليه : (فالمراد من تكذيب السمع والبصر : تكذيبهما فيما يفهمان
__________________
(١) ـ انظر الكافي (روضة) : ج ٨ ص ١٤٧ ح ١٢٥ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٢٩٥ ب ١٥٧ ح ١٦٣٤٣ ، بحار الانوار : ج ٧٥ ص ٢١٤ ب ٦٥ ح ١١ ، ثواب الاعمال : ص ٢٩٥ ح ١ ، اعلام الدين : ص ٤٠٥.