من ظواهر بعض الافعال من القبح ، كما اذا ترى شخصا ظاهر الصحة يشرب الخمر في مجلس يظنّ أنّه مجلس الشرب.
وكيف كان : فعدم وفاء الأخبار بما نحن بصدده أوضح من أن يحتاج الى البيان حتى المرسل الأوّل ، بقرينة ذكر الأخ وقوله : «ولا تظنّنّ ، الخبر».
______________________________________________________
من ظواهر بعض الافعال من القبح) اي : تخطئتهما فيما سمعاه وما رأياه ، وذلك (كما اذا ترى شخصا ظاهر الصحة يشرب) ما يظن انه (الخمر في مجلس يظنّ أنّه مجلس الشرب) فتكذب بصرك عنه وتقول : انه يشرب السكنجبين لا الخمر ، وكذلك اذا سمعت شخصا يتكلم في مجلس يظن انه يغتاب فتكذّب سمعك عنه وتقول : انه لا يغتاب وإنّما ينقل القصة.
(وكيف كان : فعدم وفاء) دلالة (الأخبار بما نحن بصدده) من اثبات الملازمة بين الحسن وبين ترتيب الآثار الشرعية (أوضح من أن يحتاج الى البيان) عند المصنّف ، لظهورها بنظره في اكرام المؤمن وعدم اتهامه (حتى المرسل الأوّل) وهو : «ضع أمر أخيك على أحسنه» (١) لانه ـ بنظره ـ ليس بلازم وضعه على الأحسن ، حتى يقال : إنّ الأحسن هو : ما ترتّب عليه الاثر ، بل يكفي فيه عدم اتهامه ، وذلك (بقرينة ذكر الأخ) فان ذكره قرينة على ان الرواية تريد عدم اتّهامه حتى لا تنقطع الاخوّة بينهما (و) بقرينة (قوله : «ولا تظنّنّ) بكلمة خرجت من أخيك سوءا ...» (٢) الى آخر (الخبر») فانه صريح بنظر المصنّف في نفي ظن السوء عن الاخ وليس اكثر من ذلك.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٢ ص ١٠.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٢ ص ١٠.