وممّا في نهج البلاغة عنه عليهالسلام : «إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ، ثم أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية فقد ظلم ، واذا استولى الفساد على الزمان وأهله ، ثم أحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر».
وفي معناه : قول أبي الحسن عليهالسلام في رواية محمّد بن هارون الجلّاب : «إذا كان الجور أغلب من الحق ، لا يحلّ لاحد أن يظنّ بأحد خيرا ، حتى يعرف ذلك
______________________________________________________
وموارد اتهامه ، بحيث لو ظهر بينهما خلاف عرف الطرف بانه من اين يوجّه الضربة اليه ، وهذا المعنى لا ينافي حمل فعله على الصحيح ، فلا تعارض إذن بين هذه الرواية والروايات السابقة.
(وممّا في نهج البلاغة عنه عليهالسلام : «إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ، ثم أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية) اي : قبيح (فقد ظلم) فاللازم ان يحسن الانسان الظن بالناس حتى لا يكون ظالما (واذا استولى الفساد على الزمان وأهله ، ثم أحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر» (١)) اي : صار مغرورا ، ولعل الفرق بين الزمان وأهله هو : ان الزمان قد يكون زمان رخاء ، فلا داعي للناس في السرقة ـ مثلا ـ وقد يكون زمان قحط ، لكن أهل ذلك الزمان متخلّقون بالاخلاق الاسلامية فلا يسرقون ، وهذا الحديث ايضا لا ينافي الحمل على الصحة ، اذ حسن الظن شيء ، والحمل على الصحيح شيء آخر ، وإن كانا قد يتصادقان.
(وفي معناه : قول أبي الحسن عليهالسلام في رواية محمّد بن هارون الجلّاب : «إذا كان الجور أغلب من الحق ، لا يحلّ لاحد أن يظنّ بأحد خيرا حتى يعرف ذلك)
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : قصار الحكم ١١٤.