منه» ، الى غير ذلك ممّا يجده المتتبّع ، فانّ الجمع بينهما وبين الاخبار المتقدّمة يحصل : بأن يراد من الاخبار : ترك ترتيب آثار التهمة ، والحمل على الوجه الحسن من حيث مجرّد الحسن ، والتوقّف فيه من حيث ترتيب سائر الآثار.
______________________________________________________
الخير (منه» (١)) أي : من ذلك الذي يراد به ظن الخير (الى غير ذلك ممّا يجده المتتبّع) في الروايات الواردة في هذا المجال.
وأمّا وجه التأييد : (فانّ الجمع بينهما وبين الاخبار المتقدّمة) الآمرة بحمل فعل الغير على الحسن (يحصل : بأن يراد من) مجموع هذه (الاخبار : ترك ترتيب آثار التهمة ، والحمل على الوجه الحسن من حيث مجرّد الحسن ، و) معنى مجرّد الحسن المستفاد ـ بنظر المصنّف ـ من الجمع بين الطائفتين المذكورتين من الاخبار هو : (التوقّف فيه من حيث ترتيب سائر الآثار) فلا يرتب الأثر الشرعي عليه ، كوجوب ردّ السلام فيما لو شك في انه سلّم أو سبّ ، وإنّما لا يتهمه بالشتم ليترتب عليه الفسق ، وسقوط العدالة ، وما أشبه ذلك.
أقول : الظاهر : ان وجه الجمع العرفي بين الطائفتين المذكورتين من الاخبار ـ على ما مرّ منّا ـ هو : حمل فعل الاخ وقوله على الحسن الملازم لحمله على الصحيح وترتيب الآثار الشرعية عليه ، وذلك في غير مجال الدعاوي والخصومات ، وفي غير مجال اخذ الحذر ممن تناله الالسن بسوء ، فان ترك الحذر منه والاعتماد عليه ويوقع الانسان في ندم ، وذلك كما لو اعطى ابنته بمجرد حسن الظن لخاطب تناله الالسن بانه خمّار ، أو اعطى سلعته نسيئة بلا استشهاد
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٨ ح ٢ ، اعلام الدين : ص ٣١٢ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٧ ب ٩ ح ٢٤٢١٦.