أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ).
فالبغي ، بغي الحسد لأهل الحق والعدل ، وبغي الطمع والحرص من أهل الهوى والضلال. (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) فصمدوا مع امام الحق علي بن ابي طالب (ع) حين انقلب الناس على اعقابهم وعبدوا العجل واتبعوا السامري وتركوا امامهم الذي اختاره الله عزوجل وهو هذا الصراط المستقيم الذي يكشف عنه ذلك الكتاب حيث يقول عزوجل :
(وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وعلي بن ابي طالب هو المعصوم الصادق الذي هو من أهل بيت النبي الذين طهرهم الله تطهيرا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) س ٩ ١٢٠ ي
هذا هو المنهج الذي يقوم على الحق ويستقيم على الحق ، ولا تتقاذفه الاهواء والشهوات مهما كثرت ولا تتلاعب به الرغبات والنزوات مهما عظمت وعلت.
والله تعالى هو الذي يختار من عباده قادة لهذه الصراط المستقيم بما يشاء ممن يعلم منهم الاستعداد للهدى والتقوى ، والاستقامة على الصراط المستقيم كما قال عزوجل :
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) ص ٣٣ ٣٦ ي
فعلي (ع) هو وابناؤه المعصومون هم أئمة الحق الذين دخلوا في السلم كافة ، واولئك هم الاعلون ، ولو حسب الذين لا يزينون بميزان الله انهم محرومون ، ولو سخروا منهم كما يسخر الكافرون من الذين آمنوا من قبل. (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).