واجبة الاداء لان فيها خيرا كثيرا للفرد المسلم وللجماعة المسلمة ، وللبشرية جمعاء ، ولكل حق وخير وصلاح.
والاسلام يحسب حساب الفطرة ، فلا ينكر مشقة هذه الفريضة ، ولا يهون من أمرها فالاسلام لا يماري في الفطرة ولا يصادمها ... ولكنه يعالج الامر من جانب آخر ويسلط عليه نورا جديدا ويعلمه ان من وراء المشقة حكمة بالغة وربح هائل ، لا يراه النظر الانساني القصير.
عندئذ يفتح للنفس البشرية نافذة جديدة تطل منها على الامر ويكشف لها عن نافذة تهب منها ريح ملؤها رضا الله والجنة ، والعز الابد والسعادة الخالدة ، واختيار الله لعبده خير من اختيار المرء لنفسه ، فلعل وراء المكروه خيرا كثيرا ، فالله تعالى هو الاعلم بما يصلح عبيده.
وعندما تنسم النفس تلك النسمة وتنفتح لها منافذ الرجاء ويستروح القلب برودة السعادة ينشرح ويستضيء ويتسع ، ويحس بالعطف الالهي الذي يعرف مواضع الارباح لعبده المطيع.
وهكذا يربي الاسلام الفطرة فلا تمل التكليف مهما كان شاقا لانه من أيقن بالخلف جاد بالعطية ، ويتضح لها أن اليسر بعد العسر ، والراحة الكبرى بعد العناء الشديد.
انه منهج في التربية عجيب ، منهج عميق عميق ، منهج ينعش مسار النفس الانسانية بالحق والصدق ، وما فيه الخير كل الخير ، وهو الحق كل الحق ، لانه يحرز لصاحبه رضا الله والجنة.
ان هذه اللمسة الربانية للقلب البشري لتفتح امامه عالما آخر غير عالم الفناء والبلاء الذي تبصره عيناه ... انه الدخول في السلم من بابه الواسع ، فما تستشعر النفس حقيقة الاستسلام الا تستيقن ان الخير كله فيما اختاره الله تعالى لها ، فالسلم حقيقة هو سلم الروح التي عنه