جعلها وأمرهم بالاخذ بها ـ وبذل الجهد والوفاء بالتكاليف فريضة منه فاستيقنوا الحقيقة ، وأطاعوا الامر في توازن شعوري وحركي عجيب.
فهو العزيز القوي ذو السلطان القادر على تحقيق النصر ، وهو الحكيم الذي يجري قدره وفق حكمته ، فلا هم اسباب هذا النصر وصانعوه ، ولا لهم دخل في تحقيقه ، وان هم الا ستار القدرة تحقق بهم ما تشاء ، وكأنما هو قدر الله يتحقق بحركة رجاله. لتحقيق حكمة الله من وراء قصده.
فان انتصار المسلمين قد يكون للكافرين عظة وعبرة ، وقد يقودهم الى الايمان والتسليم ، فيتوب الله عليهم بعد كفرهم ويختم لهم بالاسلام والهداية ، و (إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). والباب مفتوح امام جميع العباد على حد سواء ، لينالوا مغفرته ورحمته ، بالعودة اليه ، ورد الامر كله له ، واداء الواجب المفروض ، وترك ماوراء ذلك لحكمة الله عزوجل ، ومشيئته المطلقة ، من وراء الوسائل والاسباب.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (١٣١) وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢) وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (١٣٦))
البيان : لقد سبق الحديث عن الربا والنظام الربوي ، بالتفصيل (البقرة آية ٢٧٥) فلا نكرر الحديث عنه هنا. ولكن نقف عند الاضعاف المضاعفة ، فان قوما يريدون في هذا الزمان ان يتوروا خلف هذا النص