تغييره أو الاعتراض عليه بوجه من وجوه مكرهم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).
فقال النبي ص وآله : حينما أنزلت هذه الآية يوم غدير خم بعد نصب علي (ع) اميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين بعد رسول الله مباشرة. قال ص وآله :
الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب الجليل بولاية أخي وابن عمي امير المؤمنين (ع).
ان ارتضاء الله الاسلام دينا لهذه الامة ، يقتضي منها ابتداء ان تدرك قيمة هذا الاختيار. ثم تحرص على الاستقامة على هذا الدين جهد ما في الطاقة من وسع واقتدار ، والا فما أنكد وما أحمق من يهمل ما رضيه الله تعالى له ، ليختار لنفسه غير ما اختاره الله له.
وانها لجريمة نكراء لا تذهب بغير جزاء ، ولا يترك صاحبها يمضي ناجيا أبدا ، وقد رفض ما ارتضاه الله له. فاما الذين عرفوا هذا الدين ثم تركوه أو رفضوه ، واتخذوا لانفسهم مناهج في الحياة غير المنهج الذي ارتضاه الله لهم ، فلن يتركهم الله ابدا ، ولن يهملهم ابدا ، حتى يذوقوا وبال أمرهم ، وهم مستحقون.
ولا نملك أن نمضي أكثر من هذا في هذه الوقفات امام تلك الكلمات الهائلة ، فالامر يطول ، فنقنع بهذه الكلمات في هذا البيان ، ونمضي مع سياق السورة الى مقطع جديد.
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤)
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ