قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (٤٩) وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠))
البيان : ان دعوة الله تعالى التي حملها نوح (ع) والرسل بعده حتى وصلت الى خاتم النبيين محمد ص وآله. لهي دعوة واحدة من عند اله واحد. ذات هدف واحد. هو رد البشرية الضالة الى ربها. وهدايتها الى طريقه. وتربيتها بمنهاجه. وان المؤمنين بكل رسالة لأخوة متعاضدة. وان البشرية في جميع أجيالها لصنفان اثنان. صنف المؤمنين وهم حزب الله. وصنف المشاقين لله. وهم حزب الشيطان. بغض النظر عن تطاول الزمان. وتباعد المكان.
هذه هي الحقيقة الضخمة العظيمة. الرفيعة التي يقوم عليها الاسلام. والتي تقررها هذه الاية من القرآن (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ. وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ ..)
اذن فلا حاجة الى الشقاق والنزاع والجدل والنقاش وكلهم يؤمنون باله واحد. (وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) على النهج الواحد المتصل (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ ...)
وهكذا يتتبع مواضيع شبهاتهم حتى على فرض أن رسول الله ص وآله. كان قارئا كاتبا. ما جاز لهم ان يرتابوا. فهذا القرآن يشهد بذاته على أنه ليس من صنع البشر. فهو أكبر جدا من طاقة البشر. والحق الذي فيه ذو طبيعة مطلقة كالحق الذي في هذا الكون. وكل وقفة امام نصوصه توحي للقلب بان وراءه قوة فوق قوة البشرية (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ). فهو دلائل واضحة في صدور الذين وهبهم الله العلم. لا لبس فيها ولا غموض. ولا شبهة فيها ولا ارتياب. دلائل يجدونها بينة في صدورهم تطمئن اليها قلوبهم. فلا تطلب عليها دليلا. والعلم الذي يستحق هذا الاسم. هو