طريقها. وداست بها على كبرياء الجبابرة في الارض ودكت بها المعاقل والحصون.
فقوة الله وحدها هي القوة. وولاية الله وحدها هي الولاية. وما عداها فهو واهن ضئيل. (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ). فلقد اتخذها جماعة من المشركين المغلقي القلوب والعقول مادة للسخرية والتهكم. وقالوا ان رب محمد يتحدث عن الذباب والعنكبوت ولم يهز مشاعرهم هذا التصوير العجيب لانهم لا يعقلون ولا يعلمون (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ). وهكذا تجيء هذه الاية عقب قصص الانبياء وعقب المثل المصور لحقيقة القوى في الوجود. متناسقة معها مرتبطة بها. بتلك الصلة الملحوظة. صلة الحقائق المتناثرة كلها بالحق الكامن في خلق السموات والارض. والذي قامت به في ذلك النظام الدقيق الذي لا يتخلف ولا يبطىء ولا يختلف. ولا يصدم بعضه بعضا. لانه الحق متناسق لا عوج به (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ). فهو وسيلتك للدعوة. والاية الربانية المصاحبة لها والحق المرتبط بالحق الكامن في خلق الكون. (وَأَقِمِ الصَّلاةَ) فهي اتصال بالله يخجل صاحبه ويستحي أن يصطحب معه كبائر الذنوب وفواحشها ليلقى الله بها. وهي تطهر وتجرد صاحبها من كل دنس ولوث.
(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) اكبر اطلاقا. اكبر من كل اندفاع. واكبر من كل تعبد وخشوع (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ).
(وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (٤٧) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ