ظلمه وبطشه (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ).
(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً .. وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا).
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (٤٣) خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (٤٥))
البيان : انه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوى في هذا الوجود. الحقيقة التي يغفل عنها الناس أحيانا. فيسوء تقديرهم لجميع القيم. ويفسد تصورهم لجميع الارتباطات. وتختل في أيديهم جميع الموازين. ولا يعرفون الى أين يتوجهون. وماذا يأخذون وماذا يدعون.
وعندئذ تخدعهم قوة الحكم والسلطان يحسبونها القوة القادرة التي تعمل في هذه الارض. وتخدعهم قوة المال فيحسبونها القوة المسيطرة على أقدار الناس وأقدار الحياة. وتخدعهم قوة العلم فيحسبونها أصل القوة وأصل المال. وأصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول بها من يعتمد عليها. وتخدعهم هذه القوة الظاهرة تخدعهم في أيدي الافراد. وفي أيدي الجماعات. وفي أيدي الدول. كالتجاء العنكبوت الى بيتها التي صنعته من لعابها. ولا وقاية لها من بيتها الواهن.
وليس هناك الا حماية الله. والا حماه. والا ركنه القوي الركين. هذه الحقيقة الضخمة هي التي عني القرآن المجيد بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة. فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في