كانوا يرجونه في هذه الحياة الدنيا من الكسب المادي الحرام بالتطفيف في الكيل والميزان. وغصب المارين بطريقهم للتجارة. وبخس أشياءهم والافساد في الارض.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) وقد تقدم بيان الرجفة التي زلزلت عليهم بلادهم ورجتها بعد الصيحة المدوية التي اسقطت قلوبهم وتركتهم مسحوقين حيث كانوا في دارهم لا يتحركون. فأصبحوا فيها جاثمين جزاء ما كانوا يروعون الناس وهم يخرجون عليهم ظالمين مفسدين. (وَعاداً وَثَمُودَ. وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ. وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ..)
وعاد كانت تسكن بالاحقاف. في جنوب الجزيرة بالقرب من حضرموت. وثمود كانت تسكن بالحجر في شمال الجزيرة. بالقرب من وادي القرى. وقد هلكت عاد بريح صرصر عاتية. وهلكت ثمود بالصيحة المزلزلة. وبقيت مساكنها معروفة للعرب يمرون عليها في رحلتي الشتاء والصيف ويشهدون آثار التدمير. بعد العز والتمكين. وهذه اشارة مجملة تكشف عن سر ضلالهم وفسادهم. (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ..)
فقد كانت لهم عقول. وكانت امامهم دلائل الهدى. ولكن الشيطان استهواهم وزين لهم أعمالهم (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) سبيل الهدى المؤدي الى الايمان بخالق الكون وما حواه وضيع عليهم الفرصة.(قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ) بثروته وعلمه. ولم يستمع نصح الناصحين بالاحسان. والاعتدال والتواضع وعدم البغي والفساد.(وفرعون) كان طاغية غشوما. يرتكب أبشع الجرائم وأغلظها. ويسخر الناس ويجعلهم شيعا. وكان يقتل ابناء بني اسرائيل ويستحي نساءهم عتوا وظلما. وهامان كان وزيره المدبر لمكائده. المعين على