ويهب الله الصحة والقوة ـ مع رضاه ورحمته ـ فاذا هي نعمة وحياة طيبة والتذاذ بالحياة. ويمسك نعمته فاذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح. ويذخر السوء ليوم الحساب.
ويعطي الله تعالى السلطان والجاه ـ مع رحمته ورضاه ـ فاذا هي نعمة واداة اصلاح ومصدر آمن له وللعباد. ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والاثر بعد الموت.
ويمسك الله رحمته فاذا الجاه والسلطان مصدر قلق على فوتهما ومصدر طغيان وبغي بهما. ومثار حقد وموجدة على صاحبهما وفي الاخرة الخزي والعذاب بقدرهما ولا يتمتع في حياته بجاه ولا سلطان. ويدخر بهما للاخرة رصيدا ضخما من العذاب بالنار. والعلم الغزير والعمر الطويل والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال الى حال .. مع الامساك ومع الارسال. وقليل من المعرفة ـ مع رضا الله تعالى ـ يثمر وينفع. وقليل من العمر يبارك الله تعالى فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة في الدنيا والاخرة. والجماعات كالاحاد. والامم كالافراد. في كل أمر وفي كل موضع. وفي كل حال مرتبط برضا الله.
ومن رحمة الله ان تحس برحمة الله تعالى. فرحمة الله تضمك وتغمرك وتفيض عليك في كل نفس وحركة وسكون وقيام وقعود ونومة ويقظة. ولكن شعورك بوجودها هو الرحمة. ورجاؤك فيها وتطلعك اليها هو الرحمة. وثقتك بها وتوقعها في كل أمر هو رحمة. والعذاب هو العذاب في احتجابك عنها أو يأسك منها أو شكك فيها. وهو عذاب لا يصبه الله تعالى على من رضي عليه ابدا. (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).