مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ) ولقد جاءهم هذا العذاب يوم بدر. ورأوا بأعينهم كيف انتقم الله من جبابرتهم. وصدق وعد الله.
وبعد الوعيد بعذاب الدنيا الذي أتاهم بغتة. جعل يكرر استعجالهم بالعذاب الدائم. (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ).
وفي استحضار المستقبل كأنه مشهود صور لهم جهنم وهي محيطة بالكافرين. وتصويره على حقيقته المستورة يوقع في الحس رهبة. وهي تحيط بهم جهنم. وتهم أن تنطبق عليهم.
(يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ. وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). وهو مشهد مفزع في ذاته يصاحبه التقريع المخزي. والتأنيب المرير (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فهذه نهاية الاستعجال بالعذاب. والاستخفاف بالنذير.
(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠))
البيان : ان خالق هذه القلوب هو الخبير بمداخلها. وهو العليم بخفاياها. وهو العارف بما يهجس فيها. وما يستكن في حناياها. ان خالق هذه القلوب ليناديها هذا النداء الحبيب (يا عِبادِيَ) يناديها هكذا. ان خالق هذه القلوب يدعوها الى الهجرة بدينها. لتحس منذ اللحظة الاولى بحقيقتها. بنسبتها الى ربها واضافتها الى مولاها (يا عِبادِيَ).
هذه هي اللمسة الاولى. واللمسة الثانية (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ)