انتم عبادي ، وهذه أرضي. وهي واسعة فسيحة تسعكم فما الذي يمسككم في مقامكم الضيق. الذي تفتنون فيه عن دينكم. ولا تملكون. ان تعبدوا الله مولاكم. غادروها يا عبادي ، واخرجوا ناجين بدينكم أحرارا في عبادتكم. (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فالموت حتم في كل مكان فلا داعي أن يحسبوا حسابه. وهم لا يعلمون أسبابه. والى الله المرجع والمآب. فهم مهاجرون اليه في أرضه الواسعة. وهم عباده الذين يحرسهم ويكفلهم اينما كانوا).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ...)
وهي لمسة التثبيت والتشجيع لهذه القلوب التي قد يدخل عليها القلق والخوف. ثم يهيج في النفس دفع القلق والخوف من ضيق المعاش أو الاعداء. في مغادرة البلاد والاوطان. (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ).
وهي لمسة توقظ قلوبهم الى الواقع المشهود في حياتهم. فكم من دابة لا تقدر على السعي الى رزقها. ولا تعرف كيف توفره لنفسها. وهنا يتكفل خالقها برزقها من حيث لا تحتسب كما تكفها وهي في ظلمات ثلاث في بطن امها. وهو على كل شيء قدير ، لا يعجزه شيء ، ومن المستحيل أن يدعها تموت جوعا من تعهدها في ما تحتاج اليه. وهي لم تكن شيئا مذكورا. اذن فلا مجال للقلق والخوف من الحاجة والضياع ، في حال الخروج من الاوطان حرصا على ثبات الدين واداء شريعة الخالق العظيم. فكما يرزق الدابة يرزق من خلق لأجله الدابة.(وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وهذا ما يجب أن يترك مكان كل خوف وقلق وطمأنينة وثقة تامة. ومكان كل تعب. راحة ورعاية في كنف الخالق المنان الرؤوف الحنان الموجود في كل مكان.