(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٦٣) وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥)
لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (٦٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩))
البيان : هذه الايات ترسم صورة العقيدة العربية اذ ذاك. وتوحي بانه كان لها أصل من التوحيد. ثم وقع فيها الانحراف. ولا عجب في هذا فهم من أبناء اسماعيل بن ابراهيم (ع).
وقد كانوا بالفعل يعتقدون أنهم على دين ابراهيم. وكانوا يعتزون بعقيدتهم على هذا الاساس. ولم يكونوا يحلفون كثيرا بالديانة الموسوية. او المسيحية. وهما معهم في الجزيرة العربية اعتزازا منهم بانهم على دين ابراهيم. غير منتبهين الى ما صارت اليه عقيدتهم من التناقض والانحراف.
كانوا اذا سئلوا عن خالق السماوات والارض. ومسخر الشمس والقمر. ومنزل الماء من السماء ومحيي الارض بعد موتها. (لَيَقُولُنَّ اللهُ) ويقرون أن صانع هذا كله هو الله. ولكنهم مع هذا يعبدون أصنامهم. ويجعلونهم شركاء لله في العبادة. وان لم يجعلوهم له شركاء في الخلق. وهو تناقض عجيب. (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ .. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) فليس يعقل من يقبل هذا الخلط. ويأتي