وغفلتهم عما حولهم. والسخرية من تقديرهم للامور. (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) فهم قطعا ليسوا أشد خلقا من تلك الخلائق.
(بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) وحق لرسول الله ص وآله ان يعجب من أمرهم. فان المؤمن الذي يرى الله في قلبه كما يراه محمد ص وآله ويرى آيات الله واضحة ويدهش كيف يمكن أن تعمي عنها القلوب. وكيف يمكن ان تقف منها هذا الموقف العجيب. وبينما رسول الله ص وآله يعجب منهم هذا العجب اذا هم يسخرون. مما يعرض عليهم من توحيد الله تعالى.
(وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) لقد غفلوا أو تغافلوا عن آثار قدرة الله فيما حولهم في ذات انفسهم. لقد تغافلوا عن آثار قدرة الله في السموات والارض وما بينهما.
(نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) نعم ستبعثون أنتم وآباؤكم الاولون.(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ ..)
هكذا في ومضة خاطفة بمقدار ما تنبعث الصيحة الواحدة. فجأة وبلا تمهيد واذا هم ينظرون. (قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ) وبينما هم في بهتهم وبغتتهم اذا صوت يحمل اليهم التقريع من حيث لا يتوقعون.(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).
وهكذا ينتقل السياق من الخبر الى الخطاب. (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ).
اجمعوهم مع أزواجهم وساداتهم الذين كانوا يطيعونهم على غير الحق (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً). (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) وقفوهم للسؤال والتقريع (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ). مالكم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تخدعون البسطاء في ذلك (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ).