(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) بعدما مسّ في مطلع السورة الشطر الخاص بالملائكة. عاد يمسّ هنا شطرها الثاني. وهو الخاص بالشياطين. وكانوا يزعمون ان بين الله وبين الجنّة نسبا. وبعضهم كانوا يعبدون الشياطين على هذا الاساس.
ونظرة الى السماء كافية لرؤية هذه الزينة. ولادراك ان الجمال عنصر مقصود في بناء هذا الكون. وان صنعة الخالق فيه بديعة التكوين جميلة التناسق.
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) فمن الكواكب رجوم تحفظ السماء من كل شيطان. ونحن لا نعرف كيف يتسمع الشيطان. فيتبعه شهاب ثاقب في هبوطه فيصيبه ويحرقه.
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (١٨) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩) وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (٣٠))
البيان : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا) أي فاسألهم اذا كانت الملائكة والسموات والارض وما بينها والشياطين والكواكب والشهب كلها من خلق الله تعالى. فهل خلقهم أشد وأصعب من خلق هذه الاكوان والخلائق. ويستحيل الجواب بالايجاب.
وانما هو سؤال للاستنكار والتعجب من حالهم العجيب.