سَقِيمٌ) لا طاقة لي على الخروج. وانما يخرج الى النزهات طلاب اللذة والمتاع. مطموسي القلب والضمير. وقلب ابراهيم (ع) لم يكن في راحه بما يرى من انحراف قومه عن عبادة الخالق الى المخلوق. ولم يكن هذا منه كدبا. وانما عني انه سقيم القلب مما يرى من هذا الانحراف والضلال.
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ) وكان القوم معجلين ليذهبوا على عاداتهم ومراسمهم.
(فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ) ولم تجبه الاصنام بطبيعة الحال (ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ). وهي حالة نفيسة معهودة. ان يوجه الانسان كلامه الى ما ينطق. ويسمع ويفهم. لكنها الحجة البالغة على عبدة هذه الاحجار. (فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) وشفى غليله من السقم والهم الذي كان يحزّ في قلبه. وقد عاد القوم فرأوا أصنامهم محطمة جذاذا.
(فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) لقد تسامعوا بالخبر. وعرفوا فاعلي الجريمة بنظرهم. فأقبلوا اليه يسرعون الخطى ويحدثون حوله ضجيجا هائلا. وهم جمع كثير غاضب هائج. وهو فرد واحد. ولكنه يعتقد ان لديه قوة قاهرة لا تغلب اذا أرادت نصرته فلا يتمكن أن يضره كل من في الوجود.
اذن فهو أقوى من كل هؤلاء الغاضبين لأصنامهم وآلهتهم. فهو أقوى من كل قوي بعزة مولاه. ومن ثم يجيبهم بكل هدوء وشجاعة. ويدمغهم بالحق والحجة الباهرة. ولا يبالي بقوتهم وكثرتهم.
(قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ. وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) انه منطق الفطرة والحق والصواب (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) والمعبود هو الحق الذي