(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (٣٧) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠))
البيان : هذه الآيات تصور منطلق الايمان الصحيح. في بساطته وقوته ووضوحه وعمقه. كما هو في قلب رسول الله ص وآله وأهل بيته (ع) واصحابه الذين ثبتوا على عهده. وكما ينبغي ان يكون قلب كل مؤمن برسالة الاسلام. وهي وحدها دستوره. الذي يغنيه ويكفيه. ويكشف له الطريق الواصل الى شاطىء الامان والصراط المستقيم.
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) بلى فمن ذا يخفيه اذن. وماذا يخيفه والقوي الذي لا يغلب حارسه. والغني الجواد الذي لا يفتقر كافله. ان كان هو قد اتخذ مقام العبودية اعتماده. وقام بحق هذا المقام ومن ذا يشك في كفاية الله لعبده الا جاهله وهو القوي القاهر فوق عباده (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) فكيف يخاف من دخل حصنه الذي يقول فيه خليفته علي بن ابي طالب (ع) (ألا ان جار الله آمن وعدوه خائف).
انها قضية بسيطة واضحة. لا تحتاج الى جدل ولا كد ذهن. انه الله وكفى الذي اذا قال للشيء كن فيكون. وحين يكون هذا الموقف لا يبقى هنالك شك ولا يكون هناك اشتباه في كفاية وشفاية وحماية الله لعبده (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) ومعنى يضلل يعني يترك من تركه وما اختاره لنفسه من عصيانه له وابتعاده وانقطاعه عنه (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) بلى وانه لعزيز قوي. وانه ليجازي كلا بما يستحق. وانه