(وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ) الانابة والرجوع والعودة الى أفياء الطاعة والاستسلام سعادة كبرى. انه حساب مباشر بين العبد ومولاه. وبين المخلوق وخالقه. فمن أراد الأوبة فالباب مفتوح على مصرعيه لا يغلق أمام المريدين ابدا. ولا شيء أحب الى المولى من رجوع عبده الى طاعته. واعتذاره عما سلف منه فانه عزوجل يقبل التوبة ويعفو عن السيئات.
(من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون قبل أن تتحسروا على مافات من الفرصة والمهلة وعلى التفريط في حق الله. وعلى السخرية بوعد الله الذي لا خلف له).
(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١) اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤))
البيان : (أن تقول نفس يا حسرتا ..) وهي علالة لا أصل لها ـ لانها عند ضيق الخناق ـ فالفرصة هاهي ذي سانحة لكل عاقل رشيد. ووسائل الهدى ما تزال مبذولة لكل مريد. وباب التوبة مفتوح لكل من يريد. (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً) هي أمنية المجرمين. بعد فوات الاوان. فاذا انتهت الحياة فلا كرة ولا رجعة. وما هي الا فرصة هذه الحياة فاذا انقضت فلا تعوده وستسألون عنها مع التبكيت والترذيل.
(بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها .. وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ