العدم وخلق له هذا الجسم والبدن (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) والدعاء ادب لا بد ان يراعي الداعي عظمة من يدعوه وكرم من يرجوه. وفضل المنعم اليه. ومن في كل حركة وسكون مفتقر اليه.
فاما الذين يستكبرون عن التوجه لله عزوجل فجزاؤهم الحق ان يوجهوا الى جهنم صاغرين وهذه هي نهاية تكبرهم على خالقهم المتفضل عليهم بنعم لا تحصى.
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥))
البيان : الليل والنهار ظاهرتان كونيتان. والارض والسماء خلقان كونيان كذلك تذكر مع تصوير الله للبشر واحسان صورهم. ومع رزق الله لهم من الطيبات. وكلها تعرض معرض نعم الله وفضله على الناس. وفي معرض الوحدانية. واخلاص الدين لله فيدل هذا على ارتباط هذه الظواهر والخلائق والمعاني. وعلى وجود الصلة بينها.
ان بناء هذا الكون على القاعدة التي بناها الله عليها ثم سيره وفق الناموس الذي قدره الله له. هو الذي سمح بوجود الحياة. في هذه الارض ونموها وارتقائها.
ونذكر هنا لمحات خاطفة تشير الى بعض نواحي الارتباط في صميم هذا الكون وعلاقته بحياة الانسان مجرد لمحات تسير مع اتجاه هذه الاشارة المجملة في كتاب الله.
ـ فلو كانت الارض لا تدور حول نفسها في مواجهة الشمس ما تعاقب الليل والنهار.